
دول غربية تعترف بفلسطين: الاستسلام والاعتراف الرسمي بالاحتلال أو التصعيد العسكري (1)
اعترفت بريطانيا وكندا وأستراليا والبرتغال رسميا بفلسطين كدولة حيث تم تنسيق القرار من خلال مشاورات سرية في لندن وأوتاوا ويتوقع أن تتخذ سبع دول أخرى خطوة مماثلة في الأيام المقبلة وفقا للمعلومات المسربة من العواصم الأوروبية. تشمل هذه الدول بلجيكا وفرنسا ولوكسمبورغ ومالطا وأندورا وسان مارينو وأيرلندا.
إن هذه الاعترافات على الرغم من كونها رمزية، هي نفس خطة الدولتين التي اقترحها البريطانيون لأول مرة خلال الانتداب على فلسطين قبل بضعة عقود ودعمها السادات وأمثاله وحصل ياسر عرفات على جائزة نوبل للسلام بنفس الخطة الغادرة.
تعني خطة الدولتين الاعتراف بالمحتلين الصهاينة في المناطق الإسلامية، بينما يكون الجهاد ضد المحتلين الأجانب واجباً على المؤمنين وفقا لفقه المذاهب الإسلامية ولا يوجد سوى خيارين أمام المحتلين الأجانب الكفار:
1. يجب إبادتهم
2. أو يجب مغادرة المناطق المحتلة.
كما أن الألاعيب المزيفة الإسرائيلية والأمريكية للتصويت في الأمم المتحدة كانت تتماشى مع تحقيق خطة الدولتين الغادرة للأمة الفلسطينية حيث تقوم الجهات الفاعلة الإقليمية من مصر إلى الخليج بإصلاح استراتيجياتها بناء على هذه الخطة الغادرة.
إذن فإن اعتراف هذه الدول المحتلة بفلسطين والتي ساهمت بطريقة ما في جرائم الصهاينة في غزة، ليس خطوة عفوية، بل ينتج هذا الاعتراف عن خطة غادرة وسرية عبّر عنها رسميا بعد سنوات طويلة مرة أخرى.
دعت بريطانيا التي يقودها رئيس الوزراء كير ستارمر الذي كان حذرا في خطابه سابقاً، علنا إلى حل الدولتين باعتباره ضرورة ملحة.
بررت أستراليا وكندا الحليفتان التقليديتان لإسرائيل عملهما باعتبارات إنسانية والقانون الدولي وتبعت البرتغال بصفتها عضوا في الاتحاد الأوروبي، الاتجاه الأوروبي العام، حيث اعترفت 147 دولة تابعة للأمم المتحدة بفلسطين.
تشير المذكرات السرية من بروكسل إلى أن هذا الأمر يؤدي إلى تأثير الدومينو إذ يتوقع أن تنضم المملكة العربية السعودية وغيرها من دول الخليج السنية إلى الخطة الغادرة في قمة جامعة الدول العربية في أكتوبر.
وفي الوقت نفسه لا تزال الظروف في غزة كارثية. قتلت إسرائيل أكثر من 65,000 فلسطيني بينهم ما يقرب من 20,000 طفل ورضيع فوفقا لإعلان وزارة الصحة في غزة.
لا يشفي هذا الاعتراف المسرحي بفلسطين غليل أهل غزة، بل إنه يستفز إسرائيل على تصعيد الإبادة الجماعية لكي تجعل العالم أمام الأمر الواقع كما أعلن القادة الصهاينة.
تؤكد تقارير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية أن إسرائيل تعتزم تكثيف الهجمات في غزة ق لتهجير الفلسطينيين وإجبارهم على المغادرة. تشمل الإجراءات الإسرائيلية المحتملة ما يلي:
1. ضم الضفة الغربية: كان نتنياهو قد أعلن سابقا أنه لن تكون هناك دولة فلسطينية غرب نهر الأردن. تشير المعلومات المسربة من تل أبيب إلى ضم جزئي لما يصل إلى 30 في المائة من المناطق التي يسيطر عليها ما يسمى بالمستوطنين. يهدف هذا الرد إلى ضم المناطق الرئيسية .
– التصعيد العسكري في غزة: زيادة الهجمات على غزة. خسائر فادحة في صفوف المدنيين. يمكن أن تتجاوز الخسائر 80,000 إلى 90,000 بحلول نهاية عام 2025 وهناك خطر الانهيار البشري. تواجه غزة بشكل عام صراعاً مجمداً مع اندلاع دوري للإرهاب الذي تمارسه رهاب إسرائيل.
الكاتب: أبو عامر (خالد الحموي)