تبريرات الشيخ أبي أنس الشامي التافهة في إعذار أتباع العلمانية
إن قرأ الملحدون العلمانيون وكل مسلم تعريف العلمانية مرة واحدة، علم أن العلمانية تعني الإقصاء وفصل قوانين الشرائع السماوية بما فيها شريعة خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم عن القوانين الحاكمة للمجتمع وإنتاج قوانين من صنع البشر.
ألم يكن علمانيو قريش الذين كان لهم مجلس خاص يُدعى دار الندوة التي يصدرون فيها قوانينهم ويطبقون نوعًا من الديمقراطية المباشرة في مجتمعهم، حيث كان في ذلك المجتمع «أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف» لكل من لا يتعرض لقوانينهم العلمانية ويريدون شيئًا غير العلمانية؟ العلمانية كانت دين المشركين بالمعنى الشرعي لا اللغوي طوال تاريخ البشرية وقد قام جميع الأنبياء ضدها وبعثوا لمحاربتها.
يقول خطيب مسجد الخياط في منطقة المهاجرين بدمشق اليوم: «أنا لست تكفيريًا. أنا شافعي صوفي أشعري ويضيف: من يقول إن دين الإسلام غير صالح للمجتمع وإن حزب البعث والعلمانية أفضل، فهو كافر بحكم الشرع وعلى المذاهب الأربعة الفقهية.
يوضح الشيخ أبو أنس الشامي كلام هذا الخطيب قائلًا: ما يقصده الشيخ هنا إصدار الحكم على من يرى العلمانية أفضل من الشريعة أو يحلها ويستحق الترجيح أو يساويها بحكم الشريعة.
نسأل الشيخ أبا أنس: أي علماني في العالم لا يرى القوانين العلمانية أفضل لإدارة المجتمع المعاصر من قوانين شريعة الله؟
يقول المنافقون والمتأثرون بالعلمانية الذين يدافعون عنها إن قوانين شريعة الله أفضل ولكن لـ1400 سنة مضت أو يقولون إن تحكيم شريعة الله يغضب الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأخرى، فلن تقيم هذه الدول معنا علاقات سياسية واقتصادية أو قد تهاجمنا ويدلون بعشرات الشبهات الأخرى ويريدون القول إن تحكيم الشريعة يجب أن يكون برضا أبي لهب وأبي جهل أو يقولون إن مقاصد الشريعة يمكن الوصول إليها بقوانين أخرى غير قوانين الشريعة ويثيرون مئات الشبهات الأخرى والنتيجة النهائية واحدة: فصل قوانين شريعة الله عن القوانين الحاكمة للمجتمع واستبدالها بالقوانين العلمانية.
لا شك أنه يقول الشيخ أبو أنس في السياق نفسه: لا يجوز تطبيق هذا الحكم على مسلم معين إلا مع مراعاة ضوابط التكفير التي تمنع تكفير من لم يستحب العلمانية ولم يحلها.
يا شيخ! تشمل مراعاة ضوابط التكفير المسلمين الذين لهم أعذار شرعية معتبرة، لا لمن فصل صفّه عن المؤمنين والتحق بصف «الَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَىٰ وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا» (الحج: 17) ويطالب بتطبيق قوانين هؤلاء الكفار على المسلمين ويخوض حربًا نفسية أو مسلحة ضد من يطالبون بتحكيم شريعة الله.
كلنا يعلم أن مشكلة الشيطان كانت في أن الله أصدر حكمًا، فتعمد الشيطان عصيانه عن علم وإرادة واختيار، فكفر بذلك: ﴿وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ﴾ (البقرة: 34). لم تكن مشكلته في رفض أداء عبادات كثيرة، أو رفض الله أو عصيان الله. فكان الشيطان يؤدي العبادات نفسها التي يؤديها الملائكة المقربون، لأنه من الجن وصل إلى مرتبة يخاطب الله تعالى مباشرة.
أترون أن العلمانيين لا يخضعون لتنفيذ بعض أحكام الله؟
إذن، قد يؤدي العلمانيون في المنطقة بعض العبادات التي نؤديها نحن ولكن مشكلتهم هي أنهم يرفضون الكثير من أحكام الله ويضعون أحكاما أخرى مكانها. هذا بالضبط عمل الشيطان، بل أسوأ من الشيطان؛ لأن الشيطان رفض حكمًا واحدًا فسقط إلى تلك الدرجة، أما العلمانيون المعاصرون فهم يقصون عشرات الأحكام لشريعة الله ويتجاهلونها.
هل يحكم على من يرتكب عن علم وعمدًا وباختياره وإرادته مثل هذه الجريمة الكبرى وغيرها من الجرائم بناءً على الظاهر، أم بناءً على قلبه الذي لا يعلمه إلا الله؟
كاتب: أبو أسامة الشامي




