تحويل سوريا إلى فلسطين وتمثيل دور محمود عباس فيها
إن نظر كل مجاهد إلى الشعارات والأهداف التي انطلق الجهاد السوري من أجلها عندما كان الجولاني من الذين رددوا هذه الشعارات وانتفضوا ضد حكم بشار العلماني ورأى نتيجة تلك الدماء التي سُفكت في سبيل هذه الشعارات ونظر إلى التكاليف في الأعراض وفي الأموال التي تحملها السوريون في هذا الطريق، فسوف يدرك بسهولة أن الجهاد والمجاهدين وكذلك السوريين أيضًا تعرضوا للبيع من أجل التحالف مع الولايات المتحدة الأمريكية والغرب والصهاينة.
تعرض استقلال سوريا ووجودها على الخريطة لخطر الكفار المحتلين الأجانب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وشركائها دون أن نشير إلى بعض المآلات مثل رفض إقامة الحكومة الإسلامية وتعكيل شريعة الله. ما يجري اليوم في القنيطرة والجنوب السوري لم يعد يعتبر حوادث مبعثرة، بل هو نموذج كامل لمشروع تحويل سوريا إلى فلسطين.
تتجول دوريات الجيش الإسرائيلي المحتل في القرى وتختطف المدنيين وتكلق النار على الناس وتتوغل بحرية في المدن والمناطق الحدودية ويجري كل ذلك أمام صمت مشين تمارسه السلطات السورية.
إن نظرنا إلى الواقع ، فندرك أن إسرائيل تتوغل وتعتقل الناس وتختطفهم وإذا لزم الأمر تطلق النار عليهم وتقتلهم ويتمتع هذا المحتل الوحشي الذي احتل فلسطين بأمان كامل دون أي تكلفة. فلا شك أنه لا تدافع السلطة في دمشق عن سوريا أمام مثل هذه التصرفات التي نراها من الصهاينة المحتلين ولا تعلن أي موقف عملي ضد المحتلين وبالتالي لا يتم أي إجراء عملي لحماية الشعب السوري.
ماذا يشير الواقع الميداني إليه؟ يقول الواقع إن سوريا تتحول إلى فلسطين أخرى محتلة وضفة غربية جديدة وهنا نرى دور القيادة السورية المتمثلة في أحمد الشرع وهو الدور الذي رأينا أن محمود عباس مثله في فلسطين فيما سبق.
يدير من يشبه محمود عباس في سوريا الأمن لصالح المحتلين ويكبح أي مقاومة حقيقية ضدهم ويطبّع وجود العدو المحتل في دولة إسلامية. هذا ليس عجزًا ولا تجاهلاً، بل سياسة واعية تشير إلى الصمت والتحالف مع الكفار المحتلين الأجانب، ما لا ينتج عنه إلا تعرض سوريا للخطر والاستخفاف بأهل سوريا ودعم الاحتلال وتطبيعه وتحويل سوريا إلى منطقة خاضعة. فلا يقل السكوت أمام هذه السياسة الغادرة عن التعاون مع المحتلين.
كاتب: عز الدين القسام (حمد الدين الإدلبي)




