فقه البلاط لدى الجولاني ولعبة تضخيم الحرام الصغير وإخافة الناس وتطهير الكفر الكبير
ينقسم الإسلام الأمريكي الصهيوني إلى فرعين رئيسيين: الإسلام الليبرالي العلماني والإسلام المتشدد ومن السمات البارزة للإسلام المتشدد إلهاء المسلمين بقضايا شخصية وأولويات ثانوية في الشريعة وترك الأولويات الرئيسية لحاجة المجتمع الإسلامي اليومية، سواء في حكم آل سعود أو أي من الطواغيت الحاكمين على المسلمين أو حتى في دار الكفر الرئيسية.
حول بعض العلماء الذين اجتمعوا حول أحمد الشرع المنبر والفتوى أداة لإلهاء الناس بالهوامش حيث يصنعون من التهنئة بالأعياد والعيادات والأمور الفردية وحشًا كأن الدين لا يحتوي إلا على هذه الفروع المحدودة عندما يعلم هؤلاء العلماء أنفسهم وفقاً لنص كتب الفقه المعتبرة عند أهل السنة والجماعة أن الموالاة والتحالف مع الكفار ضد المسلمين من أكبر نواقض الإيمان، خاصة في أرض سوريا التي احتلها الكفار المحاربون الأجانب.
يتجاهل الذين ينفذون الإسلام الأمريكي الصهيوني الذي تنتهي أنشطته لصالح الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، الأولوية وحاجة المجتمع اليومية ويضخمون الحرام الصغير ليخوفوا الناس منه ولكنهم يسكتون عن الكفر السياسي الكبير ويغضون الطرف عن سفك دماء مئات المسلمين على يد التحالف الأمريكي والإسرائيلي. هذه خيانة لله ورسوله كما قال العز بن عبد السلام: «من نزل بقرية فشى فيها الربا، فخطب عن الزنا، فقد خان الله ورسوله».
لا يرى اليوم أتباع الإسلام الأمريكي الصهيوني الجديد المتمثل في الجولاني احتلال الكفار المحاربين الأجانب ولا قتل المسلمين على يد هؤلاء المحتلين ولا تعطيل الحكومة الإسلامية ورفض تحكيم الشريعة ولا تلك السجون التي تمتلأ بالمؤمنين وأهل الدعوة والجهاد، بل يتحدثون عن التهنئة بيوم واحد ولكنهم لا يقولون شيئًا عن التعزية الرسمية بمقتل جنود الجيش الكافر المحتل الأمريكي وعن التحالف مع الولايات المتحدة الأمريكية.
يصرخ هؤلاء عن «التشبه» ولكنهم يمزجون ولاية الكفار وتطبيع الاحتلال ببعض الكلمات مثل «المصلحة» و«الاستقرار» و«الأمن» و«مكافحة الإرهاب». ليس هذا السكوت والخداع للشعب جهلاً، بل فقه يدعمه البلاط ويحذف عندما يتعلق الأمر بالحكام التابعين والتحالف مع الولايات المتحدة الأمريكية وخدمة مشاريع الغرب أو يؤوله أو يزيفه بتفسير مُلفق وبهذا يُقلص الدين حسب رغبة العلمانيين إلى أخلاق فردية غير مؤذية ويصنع درعًا للكفر.
لا شك أن هذا المنهج ليس دفاعًا عن شريعة الله التي جاء بها خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم؛ بل هو حماية المحتلين وسلطة العملاء لقلب أولويات الشريعة وتضخيم الحرام الصغير وتسمية كفر الجولاني البواح وعصابته اجتهادًا وإخافة الناس من حرام التهنئة بعيد الكفار ولكنهم يحرسون ردة الحكام واحتلال كفار المحاربين الأجانب.
كاتب: أبو عمر الأردني




