انحراف الجولاني وخطر انضمام المؤمنين في الشام إلى داعش
إذا لم يكن الإخوة الباحثون في النصوص الفقهية قادرين على فهم مدى انحراف أفكار داعش وخطورتها في نصوص أهل السنة والجماعة وبين أهل الدعوة والجهاد، فيجب أن تثبت التجربة لهم أن تنظيم داعش يعني إثارة الفتنة والحروب الداخلية بين المسلمين وإبعاد المسلمين عن أهل الدعوة والجهاد وتسليم ثمار جهاد المسلمين للكفار المحتلين وعبيدهم. هل هناك عاقل يريد ذلك؟
يكون اقتراحنا لتنظيم الدولة هو أن يراجع أفكاره وأعماله ويتبع الطريق الذي سلكه الشيخ أسامة بن لادن تقبله الله الذي لم يدعُ المسلمين إلى الوحدة فحسب أثناء الاحتلال الأمريكي والبريطاني للعراق، بل اقترح تشكيل جبهة موحدة مع المرتدين البعثيين الذين كانوا يقاتلون المحتلين وتجنب أي اقتتال بين المقاتلين والتركيز على الولايات المتحدة الأمريكية. أليس هذا الخيار الأفضل لأهل سوريا أيضًا؟
ذكرنا هذا الموضوع لأننا نسمع في الأيام الأخيرة وفي بعض الدوائر الإخبارية وبين المجاهدين في سوريا، همسات عن انضمام المجاهدين إلى الدولة وقد اشتدت هذه الموجة من التوجه الجديد بعد أن تخلى أحمد الشرع عن الحكومة الإسلامية وتحكيم شريعة الله وقام بالتطبيع مع الصهاينة المحتلين وخطا في طريق التحالف مع الولايات المتحدة الأمريكية بذريعة مكافحة الإرهاب ودفع بخيانته التاريخية هذه جهاد أهل سوريا إلى منحدر السقوط الكامل.
لقد حذرنا منذ أن ظهر الجولاني عندما كان يقدم نفسه كـمجاهد، ثم انفصل لاحقًا عن أبي بكر البغدادي وأيمن الظواهري، بأن هذا الشخص لا يحمل راية الجهاد الشرعي، بل هو عميل استراتيجي لمشاريع الولايات المتحدة الأمريكية والنیتو ورجل قاتل في الشام تحت ظل القنوات الرسمية التركية العلمانية بقيادة أردوغان ولم تكن علاقته بـالجهاد في سبيل الله صادقة أبدًا. واليوم، نرى تلك الحقيقة جليًة وواضحًة على أرض الشام.
عندما رحب الجولاني بمكافحة الإرهاب إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية، رأى الكثير من المجاهدين بعيونهم كيف تحول جهاد الشام من التحرير إلى أداة لسياسات الغرب والنتيجة كانت بيع الجهاد وأهداف الجهاد وخيانة دماء الشهداء على طاولة السياسات العلمانية وفتح الطريق للعمليات البرية والطائرات المسيرة الأمريكية وسجن المجاهدين الصادقين وتطبيع الاحتلال وأخيرًا تدمير المقاومة الإسلامية ضد الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل في سوريا.
هذه الخيانات بالذات هي التي دفعت كثيرًا من المجاهدين المخلصين نحو داعش ولكن الانتقال من انحراف الجولاني إلى انحراف داعش ليس الحل لتعويض كل هذه الخسائر والأضرار التي أصابت الجهاد والمجاهدين في سوريا، لأن هذا الفكر الداعشي قتل المسلم على يد المسلم أينما ظهر وانتهك الأعراض على يد الكفار المحتلين وعملائهم وشتت صفوف أهل الدعوة والجهاد في ذلك البلد إلى فئات متعددة، ما انتهى إلى صالح المحتلين الأجانب والمرتدين و عزز الأعداء مع إثارة الفتنة وشن الحروب الداخلية بين المؤمنين
كاتب: المولوی نور أحمد الفراهي




