
لماذا الجهاد ضد نظام حافظ وبشار الأسد العلماني؟
في مكة المكرمة التي «أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ» (قریش/۴) ، لماذا أطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم ثورة ضد هذا النظام؟
لماذا ضحت أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها بالكثير من ثروتها وماتت في نهاية الفقر وفي شعب أبي طالب؟
لماذا تخلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه عن كل ثروته، حتى زوجته وأولاده وهاجر إلى المدينة المنورة وعاش في الفقر ؟
لماذا تخلى أغنى شباب مكة المكرمة وأکثرهم أناقة مصعب بن عمير رضي الله عنه عن الكثير من ثروته وهاجر إلى المدينة المنورة وأصبح من أصحاب الصفة الفقراء واستشهد ودفن في أسوأ حالة اقتصادية ؟
هل كانت هذه الحالات ومئات الحالات الأخرى في الأيام الأولى للإسلام، إلى جانب آلاف المجاهدين من الأنصار والمهاجرين في عصرنا، الذين جاؤوا إلى سوريا من أكثر الأراضي الأوروبية تقدما وما إلى ذلك، تهدف إلى تحسين حياتهم المادية وجعلها أسهل؟
بالطبع، يجب أن تتحسن ظروف الحياة الفردية والاجتماعية للناس يوما بعد يوم، ويجب تمكين ظروف الرفاهية للجميع أكثر من أي وقت مضى ، وتمهيد أسس ازدهار مواهب الناس على كل المستويات ومن أي طبقة، وتأمين سبل عيش الناس، إلخ. لكن هدف الثورة الإسلامية هو إعادة السيادة والقانون إلى الله، وعلى حد تعبير السيد قطب رحمه الله عندما تعود السيادة إلى الله والإسلام، انتظر حتى تعرف ما يفعله الإسلام للشعب.
كل من يريد أن يفهم الناس أننا نهضنا من أجل الخبز والماء والتمتع بالمزيد من الملذات الدنيوية وأنه يجب أن نسعى من أجل هذه الأشياء بأي ثمن هو في الواقع عدو للثورة. إنه من ينوي تحويل الرأي العام وتمهيد الطريق لقضاء وتهميش المجاهدين الصادقين الذين ما زالوا يسعون إلى الهدف الرئيسي للثورة ، وهو الهدف الذي تخلوا من أجله عن كل الملذات الدنيوية.
كان هناك الكثير من المؤمنين مثل مصعب بن عمير رضي الله عنه في أوائل الإسلام، الذين قاتلوا في سبيل الله وحماية الحكومة الإسلامية، ولم يروا أبدا الازدهار الاقتصادي للأجيال القادمة، ولكنهم تحركوا بأمانة في الاتجاه الصحیح لأن الهدف کان شيئاً آخر.
لم يقل أحد من قبل أنهم انضموا إلى المجاهدين من أجل الخبز والماء والعمل والسكن، وأنهم استشهدوا من أجل لقمة أكثر
عندما دخلنا ساحات الجهاد، علمنا أننا سنهاجم من قبل تحالف الكفار كحرب الأحزاب، ولن نتخلى عن هدف جهادنا من أجل إرضاء تحالف الكفار ومشاهدة كيف احتل الصهاينة المجرمون بدعم من هذا التحالف أجزاء من الأراضي السورية، ونحن نحاول فقط إرضاء هؤلاء الكفار من خلال اختلاق الأعذار!
هذا مستحيل، لأنه وَلَنْ تَرْضَىٰ عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ (بقره/۱۲۰)
الکاتب: أبو عامر