استقلال إمارة أفغانستان الإسلامية واختلاف الموقف تجاه هيئة تحرير الشام للجولاني

استقلال إمارة أفغانستان الإسلامية واختلاف الموقف تجاه هيئة تحرير الشام للجولاني

على الرغم من أن العديد من مسؤولي إمارة أفغانستان الإسلامية أجبروا على الإقامة في بيشاور وكويتا وباكستان ومشهد في إيران بعد هجمات الولايات المتحدة وحلفائها، إلا أن لديهم برنامجهم الجهادي الخاص ومستقبلهم المستقل، إلا أن هيئة تحرير الشام والعديد من حلفائها يتصرفون عمليا كفرع سوري لجهاز المخابرات والجيش التركي، وهذه الجماعات ليست مسلحة فقط بالسلاح والاستخبارات والتدريب التركي، ولكن الأهم من ذلك أنهم ينفذون دبلوماسيتهم الداخلية والخارجية بإذن تركي.
وبناء على ذلك، عندما سيطرت إمارة أفغانستان الإسلامية على كل أفغانستان، كانت وحدة موحدة ولم يقف أي قائد ضدها، ولكن الاختلاف وسمة التبعية والخضوع لمختلف الجماعات المتحالفة مع الجولاني زاد من احتمال نشوب حرب أهلية بينهما على المدى الطويل، مثل الحرب الأخيرة بين جيش الإسلام وهيئة تحرير الشام، والصمت أمام عاصفة تنظيم القاعدة في سوريا والجماعات الأخرى التي كانت مرتبطة سابقا بالجماعة. وكان للجولاني اشتباكات معهم في إدلب.
النقطة الأهم والأساسية في البون الشاسع بين إمارة أفغانستان الإسلامية وهيئة تحرير الشام التي تحكم دمشق، تتعلق بمعتقداتهما حول تطبيق الشريعة.
وعلى الرغم من وجود اختلافات بين طالبان الجديدة والقديمة في طريقة التعامل مع الشعب والمجتمع الدولي، إلا أن موقف طالبان الجديدة والقديمة ثابت في مجال المعتقدات والمواقف تجاه قضايا الشريعة وترسيخ شريعة الله على أساس الدين أما الجولاني فهو كان عضوا في الدولة الإسلامية ثم كان عضوا في تنظيم القاعدة، ثم نأى بنفسه تدريجيا عن كل هذه المعتقدات والسلوكيات ليصبح إسلاميا ليبراليا مثل أردوغان ليصل تدريجيا إلى محطته الأخيرة الاعتقادية.
وبناء على ذلك، يمكن القول إنه على الرغم من أن إمارة أفغانستان الإسلامية قد خضعت لتغييرات في دبلوماسيتها وتفاعلها الداخلي والخارجي، إلا أنها تتمتع بطابع أيديولوجي “مستقل”، بينما يدعي الجولاني وهيئة تحرير الشام حدوث تغيير في “الطبيعة”.
لقد تسببت هذه المسألة الأساسية في مواجهة تيارين وحركتين مختلفتين تماما.
بالإضافة إلى ذلك، سمح استقلال إمارة أفغانستان الإسلامية لها بحماية حدودها بشكل صارم من باكستان ودول أخرى، لكن لا يسمح للجولاني وجماعته بخوض مواجهة بسيطة جدا مع المحتلين الصهاينة، الذين احتلوا أجزاء كبيرة من الأراضي السورية منذ وصولهم إلى السلطة.

الكاتب: مولوي نور أحمد فراهي

  • Related Posts

    إسرائيل تسعى إلى إغراق العالم في الفوضى (1)

    إسرائيل تسعى إلى إغراق العالم في الفوضى (1) ركز عدد من المنشورات التحليلية الغربية على خطط إسرائيل المسيحانية التي لا تخفي نواياها لتنفيذ الأعمال العدوانية والاستيلاء على المناطق الأخرى للحماية…

    الديمقراطية الغربية: الخيانة بالأمس وأسس الحكومة الیوم

    الديمقراطية الغربية: الخيانة بالأمس وأسس الحكومة الیوم أدلى وزير الخارجية السوري الشيباني في مقابلة مع سي إن إن، بتصريح خطير ومليء بالخداع قائلا: إن المعيار في الحكومة السورية المستقبلية هو…

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    You Missed

    إسرائيل تسعى إلى إغراق العالم في الفوضى (1)

    • من abuaamer
    • أكتوبر 7, 2025
    • 8 views
    إسرائيل تسعى إلى إغراق العالم في الفوضى (1)

    الديمقراطية الغربية: الخيانة بالأمس وأسس الحكومة الیوم

    الديمقراطية الغربية: الخيانة بالأمس وأسس الحكومة الیوم

    عبر نجدها في ردود اتحاد الشافعية والزيدية في اليمن وجماعة الجولاني على جرائم الصهاينة

    • من ezqassam
    • أكتوبر 7, 2025
    • 8 views
    عبر نجدها في ردود اتحاد الشافعية والزيدية في اليمن وجماعة الجولاني على جرائم الصهاينة

    من دمشق إلى غزة: قادة الدول العربية يمهدون الطريق أمام إسرائيل بعد أن تحالفوا مع الولايات المتحدة

    من دمشق إلى غزة: قادة الدول العربية يمهدون الطريق أمام إسرائيل بعد أن تحالفوا مع الولايات المتحدة

    لماذا نعتبر الجبان بطلاً!

    لماذا نعتبر الجبان بطلاً!

    فرانشيسكا ألبانيزي تحذر من الهجمات التي تستهدف الأسطول الإنساني الذي يتوجه نحو فلسطين

    • من abuaamer
    • أكتوبر 6, 2025
    • 12 views
    فرانشيسكا ألبانيزي تحذر من الهجمات التي تستهدف الأسطول الإنساني الذي يتوجه نحو فلسطين