
السيادة من وجهة نظر الإخوان المسلمين وما تفعله جماعة الجولاني باسم الإخوان
يقول السيد قطب رحمه الله إنه بعد عصر مكة وعندما أصبح المسلمون أصحاب دار الإسلام واکتسبوا سيادتهم في المدينة المنورة ، أنزل الله تعالى آيات لحل مشاكل النظام الإسلامي الحاكم لدار الإسلام ، وكانت آيات وقوانين شريعة الله مستجيبة لاحتياجات المجتمع.
على هذا الأساس يقول السيد قطب رحمه الله: “أولا ، شكلوا مجتمعا إسلاميا توجد فيه قوانين ومبادئ إسلامية ، ثم سترى كيف سيحكم الإسلام”. (سيد قطب ، ماذا نقول ، ص 48)
لذلك فإن الحاجة الأساسية لتجسيد الإسلام في الحياة الدنيوية للإنسان هي وجود حكومة إسلامية تطبق فيها شريعة الله وبهذه الطريقة ، من خلال طاعتهم لله وشرائعه، يعبد الناس الله فقط ، وليس الله وغيره معا.
يقول السيد قطب إن المجتمع الجاهلي هو أي مجتمع لا يعبد الله وحده، سواء كان مجتمعا مسيحيا أو يهوديا أو حكومات أخرى شوهت بعض قوانين الله وأهملت مبدأ قوانين الله الموجود في القرآن .
والمجتمعات التي تتظاهر بالإسلام مجتمعات جاهلية كذلك لأنها لا تعبد الله وحده. لذلك فإن الإسلام لا يهتم بالألقاب بل يهتم بواقع كل نظام ومجتمع. لذلك إذا كان المجتمع يتمتع بهذه الخصائص فهو مجتمع إسلامي وإلا فإنه يعتبر مجتمعا جاهليا حتى لو أطلق على نفسه اسم الإسلام. (سيد قطب ، ما نقول ، ص 85-103)
وردا على سؤال عن سبب كون الإسلام هو السبيل الوحيد للحكم، قال السيد قطب رحمه الله:
1. الإسلام هو الوحيد الذي يفكر في كل من الوطنية والعدالة الاجتماعية ويحققهما في وقت واحد دون أن تكون هاتان الفكرتان متعارضتين مع بعضهما البعض.
2. الشريعة الإسلامية وحدها هي القادرة على الاستجابة لظروف الحياة اليوم والانسجام مع تقدم الحياة البشرية وحداثتها، والطريق الذي ندعونا إليه هو السبيل الوحيد الذي يضمن حياة أكثر نبلا لهذه الامة.
3. يجب أن يحكم الإسلام لأن الإسلام هو العقيدة الإيجابية الوحيدة والواهبة للحياة وهو في أفق أعلى من المسيحية والحكومات الشيوعية لأن المسيحية قد انقضى أوانها.
4. وأخيرا ، يجب أن يحكم الإسلام لأن الإسلام قد دخل في جوهر الحياة وطبيعتها منذ البداية. (سيد قطب ، ما نقول ، ص 56-58)
هذا ما تبحث عنه جماعة الإخوان المسلمين منذ البداية وحتى الآن: السيادة الإسلامية وتطبيق الشريعة الإسلامية.
من يفعل أي شيء آخر في سوريا تحت اسم الإخوان المسلمين لا علاقة له بالإخوان المسلمين، بل بالإسلاميين الليبراليين، أو “الإسلام الأمريكي الصهيوني الجديد”، الذين يتحركون في اتجاه سيناريوهات وأهداف الأعداء.
الكاتب: أبو عامر