
يجب أن نكون حريصين على عدم الاتجار بالمجاهدين الصادقين والمهاجرين والأنصار في سوريا
رأيت اليوم كتيبة خالد بن الوليد رضي الله عنه التي تتكون بشكل أساسي من المهاجرين الأوزبك والأتراك والأويغور والقوقازيين في الميدانين الأموي والمالكي في دمشق حيث يدعون الناس إلى الجهاد والاستشهاد في سبيل الله.
من السهل رؤية الفرق بين معتقدات وأساليب وأهداف وحالات عقلية وثورية لهؤلاء الناس مع القيادات الحالية بعد بشار الأسد، وهذا الاختلاف العميق يمكن أن يشكل خطرا كبيرا على هؤلاء المهاجرين وغيرهم من الأنصار الصادقين الذين إذا لم يصبحوا ” قوات فاغنر للجولاني” فسوف يتم بيعهم بأي ثمن.
من أخطاء العديد من الإخوة عندما يأتون إلى ميدان الجهاد أن همهم الوحيد كيف يرتقون إلى ربهم ويستشهدون، وبعد أن خلقت أقوال وأفعال خلفاء بشار الأسد نوعا من الإحباط لدى المجاهدين الصادقين، يرغب البعض في إنقاذ أنفسهم من هذا الظروف والمستقبل الغامض في الحرب ضد العلويين أو قوات حزب العمال الكردستاني أو حتى في الحرب ضد داعش ليحسبوا كذلك شهداء.
ولكن يجب أن نفهم أيضا أن الغاية من جهادنا هي كلمة الله تعالى وترسيخ شريعة الله على الأرض ودين الله تعالى يحتاج إلى من يتحمل المسؤولية عن هذا الأمر المهم وأن يكون على أهبة الاستعداد لحمل هذه الأمانة الغالية.
إن أحد مقاصد دين الإسلام كما ذكر البيضاوي في شرحه وابن عاشور هو الحفاظ على البشر والحفاظ عليهم من أجل حماية الدين. يقول البيضاوي في تفسير قول الله تعالى “فَيُقْتَلْ أَو يَغْلِبْ” أي يُقتل أو ينتصر. يقول:يجب على المجاهد أن يتجلد ويتريث في ساحة الجهاد حتى ينصر دينه إما بالاستشهاد إما بالانتصار ولا ينبغي أن يكون هدفه أن يقتل فحسب ، بل يجب أن يكون هدفه هو رفع راية الحق وجعل الدين هو الأعلى “.
لذلك فإن الهدف الأساسي للجهاد هو كلمة الله العليا وسيادة دينه ولا ينبغي أن يكون هدف الإخوة المجاهدين الاستشهاد في سبيل الله فقط وكما قلنا فإن الاستشهاد هو رغبة كبيرة وهدف ثمين للشريعة، بل يجب أن يكون الهدف الأساسي هو تكريم شريعة الله وكما يقول الدكتور عبد الله عزام رحمه الله : “من السهل جذب المال ولكن من الصعب جذب الرجال.”
من السهل الحصول على المال والممتلكات ولكن الرجال الذين يتحملون مسؤولية الشريعة ضد الدين العلماني وأتباعها المحليين هم قلة قليلة، الذين هم على استعداد لللاهتمام بهذا الدين ونقله إلى الناس وإقامة أمر الله على الأرض، فإن هؤلاء الناس قليلون بين المسلمين ، خاصة في هذا الوقت لأن الدين وأهله أصبحوا غرباء.
لذلك يجب علينا حماية الإخوة المجاهدين والحفاظ عليهم أحياء، ويجب أن نبذل قصارى جهدنا لحمايتهم، لأن المجاهدين الذين يتمسكون بدينهم في سبيل الله أصبحوا كنزا ثمينا ونادرا يصعب العثور عليه.
لذلك يجب على الإخوة المجاهدين أن ينتبهوا دائما إلى كيفية دعم دين الله من خلال ترسيخ الشريعة وتشكيل دولة إسلامية وحمايتها وكيفية رفع رايتها ولا ينبغي أن يكون هدفهم الرئيسي وفكرتهم الأولى والأخيرة كيف يقتلون ، بل يجب أن يحمون أنفسهم بقدر استطاعتهم.
الكاتب: أبو أسامة الشامي