
التخلي عن الجهاد في سوريا ضد الصهاينة المحتلين وصمة عار على المنافقين
بدأ شعبنا في سوريا جهاده ضد نظام بشار الأسد في أسوأ الحالات وكان هناك تقدم كبير قبل أن يحرف المنافقون بوصلة الجهاد.
يقول الله تعالى : وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (العنكبوت :69)
إذا نظرنا إلى كمية معدات المؤمنين في غزوة بدر وفي الحرب على الإمبراطوريتين الساسانية والرومانية، فسوف نفهم أن العامل الرئيسي في جهاد المؤمنين هو إيمانهم وليس فقط معداتهم العسكرية.
إن مصاعب الجهاد ومشكلاته تميز صفوف المؤمنين عن صفوف المنافقين.
يقول الله تعالى: مَا کَانَ اللَّهُ لِیَذَرَ الْمُؤْمِنِینَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَیْهِ حَتَّى یَمِیزَ الْخَبِیثَ مِنَ الطَّیِّبِ وَمَا کَانَ اللَّهُ لِیُطْلِعَکُمْ عَلَى الْغَیْبِ وَلَکِنَّ اللَّهَ یَجْتَبِی مِنْ رُسُلِهِ مَنْ یَشَاءُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَکُمْ أَجْرٌ عَظِیمٌ (آل عمران:179)
قال ابن كثير: “بالمصائب يتم التعرف على أصدقاء الله ويكون العار على أعدائه، ويجب التعرف على المؤمن الصبور والمنافق العاصي بهذه الصعوبة. إن الله ابتلى المؤمنين به غزوة أحد فلذلك ظهر إيمانهم وتجلدهم ومثابرتهم وإطاعتهم من الله ورسوله وفضح الله المنافقين وخيانتهم وتخليهم عن الله ورسوله (تفسير ابن كثير ، ج 1 ، ص 371)
إذا نظرنا إلى كمية معدات الجماعات المتحالفة مع الجولاني اليوم، فإنها لا يمكن مقارنتها على الإطلاق بالوقت الذي بدأ فيه الشعب السوري جهاده ضد بشار الأسد وروسيا، واليوم لا تفتقر الحكومة والجماعات المتحالفة مع الجولاني إلا إلى الإيمان للجهاد ضد المحتلين الصهاينة.
وَمَا لَکُمْ لا تُقَاتِلُونَ فِی سَبِیلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِینَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِینَ یَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْیَهِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْکَ وَلِیًّا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْکَ نَصِیرًا (نساء:75)
قال القرطبي: “هذه الآية شجعت المؤمنين على الجهاد وأمرت بتحرير المظلومين من أيدي المشركين الذين يؤذونهم بأسوأ الطرق ويمنعونهم عن الدين، فجعل الله الجهاد واجبا من أجل تعزيز كلمته وإنقاذ المستضعفين وإن كان ذلك سيؤدي إلى خسائر في الأرواح ويلزم على المسلمين تحرير الأسرى إما أن يقاتلوا ويطلقوا سراحهم أو يطلقون سراحهم بدفع فدية. (تفسير القرطبي)، المجلد 5 ، ص. 279.)
هذا لتحرير دار الطفر، فماذا لو احتل الكفار المحتلون الأجانب الأراضي الإسلامية؟
لذلك حتى المجاهدين في قطاع غزة يسخرون من ذريعة صعوبةالجهاد ضد المحتلين الصهاينة ويعتبرون هذه الأعذار مختصة ببعض الجماعات مثل محمود عباس والمنافقين الداخليين.
في الوقت الذي يذبح فيه الصهاينة الشعب المحاصر في غزة يوميا ويحرقون خيامهم ويضرمون النار فيها، وبينما يحتل الصهاينة المحتلون أجزاء من الأراضي السورية وأمام أعينكم، ولديكم هذا العدد الكبير من الأسلحة والدبابات والقوات، فما الذي منعكم من دعم إخواننا وأخواتنا المظلومين في غزة؟
منذ سنوات، كنت تصدع رؤوسنا أن نظام بشار الأسد يمنعنا من مساعدة إخواننا وأخواتنا في غزة والآن بعد أن رحل بشار الأسد أصبحت مجرد متفرج وأظهرت أنك تكذب وتخدع نفسك والآخرين بشعارات عاطفية خاصة بالمنافقين.
هذا عار كبير لك ولغيرك الذي يشبه أمثالك في تاريخ أهل السنة والجماعة.
الكاتب: أبو عمر الأردني