
المهاجرون الذين ما زالوا يعتقدون أنهم يقاتلون ويجاهدون في سوريا
أعلن الشيخ أبو محمد القدسي قبل سنوات والعديد من علماء الدين والمسؤولين في هيئة تحرير الشام أن الجولاني عمیل لتركيا، وأن هذه الحرب تشن وفق خطط تركية والمسؤولين الأمنيين الغربيين، وأن الجهاد ليس في سبيل الله، بل هو في الحقيقة حرب بين الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي ضد إيران وروسيا، ولا علاقة لها بالشيعة والسنة.
رفض في ذلك الوقت بعض الناس قبول هذه الحقيقة ليروا اليوم الحقائق بأعينهم ولكنهم ما زالوا لا ينوون وعي الحقيقة.
لقد أعلن وزير الخارجية التركي رسميا أن الجولاني كان له تعاون قوي مع المخابرات والمسؤولين التركيين والدول الغربية، خاصة ضد تنظيم الدولة والقاعدة والتنظيمات التي تعتبرها هذه الدول إرهابية.
بالإضافة إلى ذلك، قال مسؤولون أمريكيون إن الولايات المتحدة ترضى بحكومة هيئة تحرير الشام وأحمد الشرع (الجولاني) في سوريا، وتعتقد أن هذه الحكومة هي الخيار الأفضل لسوريا.
وتابعت صحيفة نيويورك تايمز قائلة إن الولايات المتحدة تراقب حكومة هيئة تحرير الشام في إدلب منذ عدة سنوات، وأنها راضية عن أفعال هذه الجماعة وتصريحاتها.
الله جل جلاله می فرماید: وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ (بقره/120)
في الوقت الذي أشبع فيه الجولاني هؤلاء الكفار، تقوم مجموعات من المجاهدين المهاجرين الآن ببعض الأعمال بدافع اليأس والإحباط التي ستسبب لهم بالتأكيد المتاعب في المستقبل القريب.
على سبيل المثال، في مدينة حماة، دمروا متجرا للمشروبات الكحولية، أو أشعلوا النار في شجرة عيد الميلاد في الساحة الرئيسية لمدينة السقيلبية، وما إلى ذلك، إيذانا بخيبة الأمل التي أصابتهم لجني ثمار الحرب التي خاضوها إلى جانب الجولاني.
طبعا لا يزال بعض الناس مفتونين بكلمات أمثال بلعم بن باعوراء الذين ما زالوا يعتقدون أنهم “منخرطون في الجهاد”، ويجب أن يسألوا أنفسهم هل سيرضى الكفار بالحكم الإسلامي وتطبيق قوانين الشريعة والجهاد في سبيل الله لتحرير القدس وغيرها من الأراضي المحتلة. بالطبع لا.
ولهذا السبب، أعلن وزير العدل السوري الجديد شادي الويسي: “النظام الجديد سيستخدم كل القوانين نفسها التي استخدمها النظام السابق، وجميع موظفي الوزارة الذين عملوا لدى النظام السابق عادوا إلى وظائفهم وسيعملون بشكل طبيعي، وحتى نساء الحكومة السابقة سيبقين في مناصب القضاة”.
يجب على المهاجرين أن يعودوا إلى رشدهم، ويتخلون عن الأوهام، وأن يسألوا أنفسهم: هل هذا ما ناضل من أجله إخوانهم الشهداء والمضحون؟
الكاتب: أبو عمر الأردني