
حکایة الأسود وثعالب السياسة
الحمد لله الذي أقام الحق وفضح أهل الباطل، أما بعد…
سمعت أن بعض أهل القلم والبيان، الذين يظنون أنفسهم ورثة الشريعة، قد أطلقوا ألسنتهم للطعن في جماعة جاهدت لإعلاء كلمة الله، وواجهت الخونة والعلمانيين الذين يعرقلون تطبيق الشريعة.
نعم، جماعة تسمي نفسها “شرعية”، بدل أن تشهر سيف الحق على الباطل، سخرت أقلامها للفرقة وبث الكراهية. هؤلاء مثل الثعالب التي تمشي بجانب أسود الجهاد، فإذا دخل الأسد الميدان، قال الثعلب: “وأنا أيضاً كنت شريكاً في هذا القتال!”
هذا النقد الذي يطلقونه ليس من باب الغيرة ولا من باب العدل، بل هو خُلق ثعلبٍ رأى أسود الحق تتجه نحو إقامة الشريعة، بينما هو كسياسيٍّ متلون، وجد مصلحته في موائد العلمانيين. فأطلق لسانه طاعناً وقال: “هؤلاء المجاهدون لا يعرفون أخلاق الضيافة!”
والله، إن كانت أخلاق الضيف بالكلام، فإن أخلاق المضيف بالفعل. وما تقولون عن مضيفٍ نشر مائدة خاوية من الشريعة، وأقام باسم الإسلام دولةً علمانية؟
هؤلاء الذين يسمون نقدهم “شرعياً” قد حرفوا كلام الحق. يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: “من خالف الشرع الظاهر وهو معتقد ما يعتقده أهل البدع، لزم أن يكون من أهل النفاق الأكبر؛ فإن من أعظم خصال المنافقين دعوى الإيمان باللسان دون القلب، وهذا حال أهل البدع.” (مجموع الفتاوى، ج7، ص528)
نعم، ظن هؤلاء أنهم بنقدهم سيضعفون المجاهدين، ولكن الله وعد أن يفضح أهل الباطل. وأي فضيحة أعظم من أن يحاول الثعلب أن يظهر في هيئة أسد؟
فاعلموا، أيها الطاعنون، أن علمانية الجولاني لن ترفعكم إلى العزة ولن توصلكم إلى الحق. بل إن هذا قول الله تعالى:
“فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ.” (الرعد: 17)
والسلام على من اتبع الهدى.
کاتب: إبن التیمیة