
خياانة الجولاني ومشروع الاختراق الصهيوني لأرض الشام
بينما تسعى إسرائيل إلى إنشاء منطقة عازلة في عمق 60 كيلومترا في الأراضي السورية، فإن الحكومة الجديدة السورية تخون الإسلام والأمة الإسلامية خيانة واضحة عبر تمسكها بصمت رهيب أو وجود تعاون سري مع المحتلين. هذه التصرفات تعكس الجاهلية الحديثة التي تحدى لها سيد قطب بصراحة واعتبر معاضدة الأعداء انحرافاً صارخا عن شريعة الله.
الآيات الشريفة التي تشير إلى التعاون مع الظالمين
حذر القرآن الكريم تحذيراً واضحاً من التعاون مع الظالمين: “وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ” (هود: ۱۱۳).
تعتبر أية مشاركة في مشاريع الأعداء أو الصمت أمامهم مثل ما نجده أمام المشاريع الصهيونية في سوريا اليوم، خيانة وذنباً كبيراً يسبب غضب الله تعالى.
موقف سيد قطب من الحكومات الخائنة
يقول سيد قطب عن الحكومات التي انحرفت عن الشريعة ومالت نحو الكفار: “إنّ أول مستلزمات الإقرار بحاكمية الله هي الإقرار بالعبودية له وحده وتحكيمه في شأن العباد كله، واستسلامهم له بالطاعة لرسوله ومنهجه. فمن لم يفعل ذلك، فليس له دين، وإن ادعى أنه مسلم”. ثم يؤكد سيد قطب: “إن الذين يحاولون تمييع المفاصلة الحاسمة بين الإسلام والجاهلية، باسم التسامح أو التقارب مع أهل الأديان، يخطئون فهم معنى الدين. فالدين عند الله هو الإسلام وحده، ولا يقبل الله دونه بديلاً”.
لماذا نحكم بخيانة الحكومة السورية؟
1-الرضوخ لمشاريع الصهيونية
لم تردّ الحكومة السورية ردّأ واضحاً على الصهاينة لمجابهة المشاريع الصهيونية التي تهدف إلى إنشاء منطقة عازلة في الأراضي السورية لتخون هكذا بصمتها أو تعاونها مع الصهاينة دماء شهداء المسلمين والنضال التاريخي للأمة الإسلامية.
2-الابتعاد عن الشريعة
يقول سيد قطب: “الدين ليس مجرد عقيدة تُؤمن بها القلوب، وإنما هو نظام شامل يشمل العقيدة والعبادة والنظام الاجتماعي والسياسي. وكل من يقبل أن يتحاكم إلى غير شريعة الله، فقد انسلخ من الإسلام، وإن ادعى أنه مسلم”.
لا تؤمن الحكومة السورية بالشريعة وتتعاون مع القوى الكفرية والمستكبرين، فهي لا ولن تكون ممثلة للإسلام.
3-الغدر بالأمة الإسلامية
يرى سيد قطب أن التكاسل في نصرة الإسلام ومقاومة الظلم يدلّ على النفاق والخيانة قائلاً: “لجهاد ماضٍ إلى يوم القيامة، وليس هدفه القتال في ذاته، بل إزالة كل العقبات التي تحول دون إبلاغ رسالة الله للناس، ودون تحرير الإنسان من عبودية غير الله”.
ماذا تفعل الأمة الإسلامية؟
يشير سيد قطب إلى نهضة الأمة الإسلامية والثورة ضد الحكومات الخائنة مؤكداً: “إنّ الاستقامة على منهج الله تحتاج إلى صبر طويل، وإنّ الاستسلام أو التلفّت إلى شهوات الدنيا، يؤدي إلى الهلاك. فالنصر دائماً لجند الله الذين يواجهون الكفر والجاهلية بصمود وتضحية”.
على الأمة الإسلامية التكاتف ورصّ الصفوف والنضال ضد الخونة في الداخل ومقاومة الأعداء في الخارج. إن الدفاع عن القدس وعظمة الإسلامة هو مسؤولية تقع على أعناقنا.
النتيجة:
الحكومة السورية الجديدة هي حكومة قمعية إضافة إلى عرقلة تحرير الأمة الإسلامية حيث تصمت أمام التسلل الصهيوني إلى الاراضي السورية أو تتعاون مع مشروع الصهيونية، فلذلك يجب أن الأمة الإسلامية أن تتذكر دائماً: وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ” (الصافات: ۱۷۳).
وفي الختام نقول إن النصر لجند الله الذين يتحدون للجاهلية الحديثة والاستعمار بإيمانهم ومثابرتهم. لا يمكن تحرر الأمة الإسلامية من الذل والخيانة إلا بالرجوع إلى الإسلام وشريعته لتستعيد الأمة عزتها السابقة.
الكاتب: أبو أنس الشامي