
أيها الشيخ شاشو! هل علّمك الجولاني درساً جديداً أو المنصب نفسه علّمك هذا يا شيخ؟
أيها الشيخ شاشو! كأنك كنت صاحب لسان لاذع يشق الحجر قبل أن تتسلم المنصب! ولكنك لم يلبث أن قلدك الجولاني المنصب حتى تعلمت “النسخ والحذف”. ألم تعلم هذه التصرفات من المنافقين عبر التاريخ؟ عندما تطلق كلاماً اليوم ثم تأتي وتنفي ذلك الكلام غداً، فقال عنه الشيخ ابن تيمية: «النفاق أن یظهر الإنسان غیر ما یبطن، ویتکلم بلسانه بما لیس فی قلبه» (مجموع الفتاوی، ج۷، فصل فی لفظ النفاق).
هل علّمك الجولاني درساً جديداً أو المنصب نفسه علّمك هذا يا شيخ؟ عندما تتغير فتواك بعد تسلم المنصب وبعده، فيتحتم علينا أن نسأل أنفسنا: هل فقهك ثابت أو سائل؟! أو لعله فقه الانتهازية التي يقول عنها ابن تيمية: «من باع دینَه بدنیاه فقد خسر الدنیا والآخرة» (مجموع الفتاوی، ج۲۳، فصل فی قول الله تعالى: وما عند الله خیر وأبقى.
قد تقول أنت: “إن المصالح تستبيح ذلك” ولكن أين قال ابن تيمية إن المصلحة تعني استبدال الحق بالباطل: يقول ابن تيمية: «الحق ما جاء به الکتاب والسنة، وأما تغییره فلیس إلا خسراناً» (مجموع الفتاوی، ج۱۹، أصل جامع فی الاعتصام بکتاب الله ووجوب اتباعه).
دعني أن أذكر لك مثالاً. يبدو الشيخ شاشو كأنه كأس امتلأت وأنت تريد إفرغها فماذا يبقى بعده إلا الهواء! فهذه الكأس تشبه المنافق الذي يبدو أنه امتلأ ولكنه خالي الوفاض. يقول ابن تيمية واصفاً إياهم: «ألسنتهم تلهج بالذکر وقلوبهم خواء من الإیمان» (مجموع الفتاوی، ج۸، فصل فی الفرق بین الأعمال الظاهرة والباطنة).
أيها الشيخ المبجّل! لا ينبغي لأحد أن يظهر الدين قبل تسلم المنصب وأن يخفيه بعده لأسباب سياسية. هذا ما يجعل الناس يأنفون العلماء. فاعلم يا شيخ! أن ما مسحته لا يُمسح من ذاكرة الله ولا من ذاكرة التاريخ فويل لمن اصطف مع المنافقين يوم القيامة!
إذن عليك أن تعود إلى أصولك أو أن تخفي نفاقك أكثر من هذا!
ملحوظة: كان الشيخ إبراهيم شاشو يطلق لسانه ضد الشيخ صالح الفوزان والشيوخ السعوديين ويسميهم بالطاغوت ولكنه مسح هذه الفتوى من قناته بعد تسلم المنصب!
الكاتب: ابن تيمية