
قسوة جماعة جولاني على المؤمنين الذين يعارضونها
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تَمْرُقُ مارِقَةٌ عِنْدَ فُرْقَةٍ مِنَ المُسْلِمِينَ، يَقْتُلُها أوْلَى الطَّائِفَتَيْنِ بالحَقِّ ( مسلم 1064)
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أهل البغي من قتلة عمار الذين كانوا تحديداً من جيش معاوية ويْحَ عَمَّارٍ، تَقْتُلُهُ الفِئَةُ البَاغِيَةُ، يَدْعُوهُمْ إلى الجَنَّةِ، ويَدْعُونَهُ إلى النَّارِ. (البخاري2812- 447/ الألباني، صحيح الجامع 7129/ شعيب الأرناؤوط، تخريج المسند لشعيب 17766)
يروي زيد بن وهب: قال : كنا مع حذيفة، فقال : ماذا تفعل إذا ضرب أتباعك أعناق بعضهم البعض بالسيف ؟ قالوا بماذا تأمر؟ قال حذيفة: انظروا إلى الجماعة التي تقف مع علي لأنهم على الحق.
ورغم أن علياً كان على الحق، إلا أن أهل البغي من المؤمنين والمسلمين، لهم حقوقهم يجب احترامها ورغم احتجاج البعض لم يسجن علي أسراهم ولا جرحاهم (ابن تيمية، منهاج السنة 8/530/الوداعي، الصحيح المسند 694) ولم يقتل نساءهم ولم يسلب ممتلكاتهم ولم يتابع هاربيهم. أجمعت جميع المذاهب الإسلامية على حكم علي على أهل البغي وتقول مجموعة من الفقهاء فقط أنه لو كان لأهل البغي تنظيم وتماسك للتعبئة والتأهيل، لكان قائد دار السلام مخيراً للتعامل مع أسرى أهل البغي وجرحاهم( (الزيلعي – جمال الدين عبد الله بن يوسف الزيلعي، نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية، ج4 ص 361)
ولا يسبى لهم ذرية ولا يقسم لهم مال لقول علي رضي الله عنه يوم الجمل : ولا يقتل أسير ولا يكشف ستر ولا يؤخذ مال وهو القدوة في هذا الباب ، وقوله في الأسير : ” تأويله إذا لم يكن لهم فئة ” فإن كانت يقتل الإمام الأسير ، وإن شاء حبسه لما ذكرنا ولأنهم مسلمون والإسلام يعصم النفس والمال . .( الكمال ابن الهمام – كمال الدين بن عبد الواحد، فتح القدير، ج6ص104)
الغرض من الحرب على أهل البغي هو القضاء على الشر والفساد الذي يسببونه وليس قتلهم، إذا كان لديهم تنسيق وتنظيم وتماسك للهجوم المعاكس أهل الجماعة فسوف يتم القضاء على الشر والفتنة التي يسببونها بسجن أسراهم ولا داعي لقتلهم. كان الجولاني يعدم خلال شهرين قبل تنفيذ نقل السيادة إليه يوميا ما بين 7 و8 من معارضيه الذين كان قد سجنهم لئلا يطالب المسلمون بالإفراج عن هؤلاء المؤمنين المسجونين عندما يقوم الجولاني بالإفراج عن مجرمي نظام بشار الأسد.
عندما يدرك هؤلاء المؤمنون أنهم إذا وقعوا بين أيديكم كمجموعة تدعي أنهم يحكمون، فسوف تقتلونهم بأبشع طريقة ممكنة، ولكن إذا وقعوا في أيدي الكفار العلمانيين في العالم والمرتزقة المحليين لهؤلاء الكفار، فلن يسجنوا ويقتلوا ويفضل الكثير منهم تسليم أنفسهم لكفار المحتلين والمرتزقة الرئيسيين إذا لم يقاتلوك حتى الموت. هذه هي الشروط التي فرضتموها على هؤلاء المؤمنين والمسلمين الذين يكونون من أهل البغي بجهلكم وقسوتكم وتبني سياسة الجاهلية. فإذا لجأ أهل البغي إلى هؤلاء الكفار من أجل التخلص من براثنكم بسبب هذه الظروف، فسوف تثيرون الضجة لإظهار أنكم على حق، وللتغطية على الانحراف عن المنهج واضطهاد هؤلاء المؤمنين والمسلمين. هكذا جعلوا المسلمين يعارضونكم.
كانت جماعة الجولاني تقسو على المؤمنين الذين يعارضونها وتشتدّ عليهم، لكنها تساوم تركيا والولايات المتحدة والصهاينة وتثير الرعب بين المؤمنين الذين يعارضونها حيث يقضي على خصومها بشكل مباشر او تقضي عليهم بتزويد التحالف بمعلومات عنهم يقوم بقصفهم وقتلهم.
الكاتب: أبو أسامة الشامي