
يجب أن نتكاتف ونجتمع مع أهل البدع ضد الكفار والمحتلين والمرتدين
احتل الكفار المحتلون الأمريكيون والأتراك والصهاينة أجزاء من الأراضي السورية وسلّطوا مرتزقتهم على الحكومة السورية عبر اتفاقيات مشتركة. لم تجتمع مجموعة من المسلمين مع الذين يقاتلون المحتلين بذريعة أنهم من أهل البدع فرفضوا الاتفاق معهم.
يجب أن نعلم أن الإمام أحمد بن حنبل الذي عانى من أسوأ التعذيب لمدة 15 عاما في سجن حكومة المعتزلة التي كفّرهم بصوف عام، ولكنه عندما برزت فتنة المرتدين وردة مجموعة من المسلمين في أجزاء من أذربيجان بسبب معتقدات بابك الخرمي، أصدر فتوى جهاد المرتدين التابعين لبابك ووقف بجانب المعتزلة وخطب وأصدر الفتوى وكتب رسالات.
على سبيل المثال، يكتب الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله عن بابك الخرمي للإمام المديني رحمه الله ويقول: “هذا الشخص يغير الإسلام ويقتل الأطفال وغيرهم ويسمح بالزواج من المحارم ويأسر النساء ويتغصبهن”.
قيل في بعض الرسائل التي وصلتني إن بعض الناس سيأتون إلى أردبيل لمساعدتك ضد هذا الشخص دفاعا عن كرامة المسلمين ضدهم، وتقبل الله منكم هذا الجهاد على هذا العدو الذليل والضال”. (الخلال، السنة 1/147-148-149)
قال حسين الصائغ رحمه الله: عندما تصاعدت ثورة بابك، ذهبت إلى الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله فأمرني بالخروج والنهوض والجهاد على بابك، وأعطاني رسالة إلى والي البصرة أبو الوليد، يطلب منهم الخروج ضد بابك والجهاد . (الخلال، السنة 1/147-148-149)
كان بابك الخرمي ولد مسلماً فنبذ الإسلام وآمن بمعتقدات الخرمي العلمانية وتمرد بسبب لغته وموطنه وعرقه ومعتقداته المعادية للإسلام، وأيده الناس لأنهم كانوا من نفس اللغة والعرق ليصبح هو بذلك مرتدا. إن إظهار الجاهلية والتفاخر بالعرق واللغة والعصيان ومخالفة أمر الله التي تؤدي إلى نار جهنم، يعتبر أكبر شطط في التفكير أصاب اليوم عدداً من الناس مع اختلاف واضح هو أن المعتقدات الكفرية والعلمانية للحزب الخرمي تحولت إلى المعتقدات الكفرية للأحزاب العلمانية واليبرالية المختلفة.
لم يشتكِ أحد من المؤمنين في ذلك الوقت للإمام أحمد بن حنبل رحمه الله ولم يسأل عن سبب وقوفه مع المبدعين المعتزليين ضد مرتدي بابك وذلك لأن هذا هو المنهج الصحيح لأهل السنة والجماعة ومن لديه أدنى علم بهذا المنهج، فيؤيد الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله.
كما توفي ابن تيمية رحمه الله في سجن حاكم أهل البدع، ولكن عندما غزا المغول الكفار أرض الإسلام مع المرتدين، وقف إلى جانب هؤلاء المبدعين بإصدار الفتاوى والخطب والمشاركة في الحروب.
هذا هو نهج السنة والجماعة بالتحالف مع أهل البدع في الجهاد ضد الكفار المحتلين الأجانب والمرتدين المحليين.
المؤلف: عز الدين القسام