
ما موقفك من الرذائل مثل بائعي الثورة والجهاد الإسلامي في سوريا؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للمؤمنين: ” مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطعْ فَبِقَلبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإيْمَانِ. (مسلم 49/ ابن تيمية، مجموع الفتاوى 10/460)
تغيير الرذيلة بالقوة مثلما يفعل الحاكم لإزالة الرذائل في المجتمع عبر استخدام قوة الحكومة أو مثلما يفعل المجاهديون الذين يغيرون الحكومة بقوة السلاح أو الأب الذي يستطيع القضاء على الرذائل في أهله باستخدام القوة أو كما يفعل كل من لديه مرؤوسون يُسأل عنهم وأعطاه الله السلطان لإزالة الرذائل بينهم بيده.
تغيير الرذيلة باللغة سواء على المستوى الحكومي أو الاجتماعي قد تفرض علينا قيوداً فلا يمكننا مجابهة الرذيلة باللغة فحسب بل نحتاج إلى قدر من القوة لإزالة ولكن التغيير سوف يكون على قدر قوتنا.
تغيير الرذيلة بالقلب يعني صراعاً سلبياً. على سبيل المثال، ألا تكون في حكومة أو جماعة معينة تتعارض مع شريعة الله، أو ألا تشتري منتجاً معيناً من بلد معين اضطهد المسلمين وأشربهم كأس العذاب، بينما تعتبر هذه السلعة من السلع الضرورية لحياتك، ولكنك يمكن أن تشتري نفس المنتج بجودة وسعر مختلفين من شركة أخرى ومن صنع بلد آخر.
ونذكر هنا مثالاً آخر. إذا كان الإنسان في مجموعة سواء في الحياة الواقعية أو في الفضاء الافتراضي حيث يتم الاستهزاء بشريعة الله والآيات وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين لأنهم تمسكوا بشريعة الشريعة، فإذا كان المؤمن ضعيف الإيمان فعليه أن ينكر هذا المنرك بقلبه وعلامة إخلاصه أنه إذا لم يستطع تغيير وجهة الكلام فعليه أن يغادر هذه المجموعة وإذا لم يخرج منها فهو كاذب وهو نفسه من المنافقين أو جماعة الكفار.
يقول الله تعالى : “وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا (نساء/140)
حضرت مجموعة من المسلمين مجلساً شرب فيه أحد الخمر. فاقتيد جميع الأشخاص الذين كانوا في المجلس إلى السجن وأتي بهم إلى عمر بن عبد العزيز رحمه الله وكان أحد هؤلاء الذين كانوا في الجماعة صائما. أمر عمر بن عبد العزيز بإجراء حد شارب الخمر على جميع من كانوا في المجلس.
قال الرجل الصائم: أنا صائم، وقال عمر بن عبد العزيز على كل من كان في المجلس ألا يجلس شارب الخمر، فقرأ الآية التالية فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ (نساء/140) (ابن أبي شيبة، عبد الله بن محمد بن أبي شيبة، المصنف، ج 5 ص 469)
فمن الواضح أنه أمر مرفوض أن تحضر حكومة أو مجموعة أو أي اجتماع آخر تعلم أن هناك أناساً يفعلون ضد شريعة الله إذا شاركت فيها طوعاً وفي ظروف غير طارئة وجالست هؤلاء الناس حتى لو كنت تعارضها فكرياً وأنت تعارضها في قلبك ولكن “عملك” يخدع قلبك وتشير أفعالك إلى أنك لست ضد هذه الرذيلة والجريمة وإن قلت بلسانهك إنك ضد هذه الرذيلة فأنت كاذب .
لذلك يجب على المؤمنين ألا يأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر فحسب بل لا يحق لأي مسلم أن يشارك مع من يمارس الرذائل اللفظية أو السلوكية وإلا فإن حكمه الدنيوي سيكون نفس حكم المجرمين.
انظر الآن ما موقفك من حكومة الجولاني العميلة؟
المؤلف: أبو أسامة الشامي